{وما كان لنفس أن تموت} أَيْ: ما كانت نفسٌ لتموت {إلاَّ بإذن الله} بقضائه وقدره، كتب الله ذلك {كتاباً مؤجلاً} إلى أجله الذي قدِّر له، فلمَ انهزمتم؟ والهزيمة لا تزيد في الحياة. {ومَنْ يرد} بعمله وطاعته {ثواب الدنيا} زينتها وزخرفها {نؤته منها} نُعْطه منها ما قدَّرناه له، أَيْ: لهؤلاء المنهزمين طلباً للغنيمة، {ومن يرد ثواب الآخرة} يعني: الذين ثبتوا حتى قُتلوا {نؤته منها} ثمَّ احتجَّ على المنهزمين بقوله: {وكأين} أَيْ: وكم {من نبيٍّ قتل} في معركةٍ {معه ربيون كثير} جماعاتٌ كثيرةٌ {فما وهنوا لما أصابهم} أَيْ: ما ضعفوا بعد قتل نبيِّهم الآية.{وما كان قولهم} أَيْ: قول أصحاب ذلك النبيِّ المقتول عند الحرب بعد قتل نبيِّهم {إلاَّ أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا} تجاوزنا ما حُدَّ لنا {في أمرنا وثَبِّتْ أقدامَنا} بالقوَّة من عندك والنُّصرة.{فآتاهم الله ثواب الدنيا} النَّصر والظَّفر {وحسن ثواب الآخرة} الأجر والمغفرة.{يا أيها الذين آمنوا إِنْ تطيعوا الذين كفروا} أَيْ: اليهود والمشركين حيث قالوا لكم يوم أُحدٍ: ارجعوا إلى دين آبائكم، وهو قوله: {يردوكم على أعقابكم} يرجعوكم إلى أوَّل أمركم من الشِّرك بالله.{بل الله مولاكم} أَيْ: فاستغنوا عن موالاة الكفَّار، فأنا ناصركم فلا تستنصروهم، ولمَّا انصرف المشركون من أحدٍ همُّوا بالرُّجوع لاستئصال المسلمين، وخاف المسلمون ذلك فوعدهم الله تعالى خذلان أعدائهم.